عند دخول العثمانيية الى أرض إفريقية و ضمها الى امبراطوريتهم , و اثر تطبيق التنظيم الاداري العثماني عليها . كان حضّ صفاقس أن نالت سنجق خاص بها و السنجق : كلمة تركيّة الأصل تعني الرمح و مكان الطعن , أما اصطلاحا فهو اسم يطلق في التقسيم الاداري للدولة العثمانيّة , فقد قسّمت الامبراطورية الى ولايات عرفت بإسم الواحد منها " إيالة" و قسمت هي بدورها الى مناطق داخليّة عرفت بإسم سنجق تعريبا لكلمة لواء و هو راية دون العَلم لكتيبة عسكرية في الجيش الاسلامي.
و كيف لا تحضى صفاقس بإدارية سنجق و قد عرفت منذ تأسيسها عديد المرات الثوراة الاجتماعيّة و السياسيّة و بالتالي الانفصال عن الحكم المركزي و اعتماد حكم ذاتي و لو لفترة وجيزة كان أبرزها عمقا و رسوخا في ذاكرة الشعبيّة بــصفاقس واقعت " الحاجوجة" و هي الثورة على النورمان الفايكينغ و هم قبائل من شمال أوروبا سكنوا ايطاليا وجزيرة صقلية, و اثر توسع الحملات الصليبيّة في حوض المتوسط و احتلال بعض الجزر و بعض الغارات على سواحل افريقيّة تشجعت القوى النورمانديّة على غزو صفاقس التي كانت تصارع حكم بنو برغواطة اثر انهيار الحكم الصنهاجي , كان نهاية هذا الاحتلال النورماندي بقيام ثورة بقيادة سيدي عمر الفرياني ابن الشيخ سيدي ابو الحسن الفرياني و هو سلسل عائلة عربيّة قحطانيّة سكنت صفاقس . اثر هذه الثورة دخلت صفاقس مرحلة من الحكم الذاتي الى حين استقبال الحكم الموحدي .
بخلاف هذا طبعت بذاكرة صفاقس ثورة متزامنة مع ثورة علي بن غذاهم هي ثورة الباي مشري و الباي عسل (علي دريرة) بعد تعسف المكاس اليهودي ( صباغ ) على بحار لم يعتني بــ"الماكس" (ضريبة على البضاعة بالاسواق) و قد تحدث الشاعر أحمد ملاك عن هذه الثورة و محامدها قائلا:
تهنينا و الماكس بطل في دولة الباي مشري و عسل
و كذلك على اثر هذه الثورة عادة عوائد الصافقسية الى حكهم الذاتي الى حين تلطف البايات الحسينيون لهم .
على خلاف هذا عندما فتح باي تونس البلاد امام الاحتلال الفرنسي قالت صفاقس
( لاأحنا لا راضيين بالي راضي به سيدنا و لانا راضيين به )
و على اثرها قامت صفاقس بالاستقلال عن الدولة الحسينية و اعلان التبعيّة للـباب العالي ( الخليفة العثماني) و طلب المدد العسكري من القائم بأعمال العثمانيين بطرابلس حتى يتجهز الصفاقسيون للجيوش الفرنسيّة الا انّ هذا الدعم تأخر, عرفت صفاقس على اثر هذا , يوم 16 جويلية 1881 أكثر أيّامها دمويّة و بربريّة غازية .
تبعا لكل هذه المراحل التي تنهج فيها صفاقس نهج الانفصال عن الحكم المركزي , كانت تعلوا أسوارها و خاصة برج باب الجبلي و ناظور باب الديوان الذي هدم اثر الغزو الفرنسي , راية خاصة تتكون من الاخضر والاحمر والاصفر
و كيف لا تحضى صفاقس بإدارية سنجق و قد عرفت منذ تأسيسها عديد المرات الثوراة الاجتماعيّة و السياسيّة و بالتالي الانفصال عن الحكم المركزي و اعتماد حكم ذاتي و لو لفترة وجيزة كان أبرزها عمقا و رسوخا في ذاكرة الشعبيّة بــصفاقس واقعت " الحاجوجة" و هي الثورة على النورمان الفايكينغ و هم قبائل من شمال أوروبا سكنوا ايطاليا وجزيرة صقلية, و اثر توسع الحملات الصليبيّة في حوض المتوسط و احتلال بعض الجزر و بعض الغارات على سواحل افريقيّة تشجعت القوى النورمانديّة على غزو صفاقس التي كانت تصارع حكم بنو برغواطة اثر انهيار الحكم الصنهاجي , كان نهاية هذا الاحتلال النورماندي بقيام ثورة بقيادة سيدي عمر الفرياني ابن الشيخ سيدي ابو الحسن الفرياني و هو سلسل عائلة عربيّة قحطانيّة سكنت صفاقس . اثر هذه الثورة دخلت صفاقس مرحلة من الحكم الذاتي الى حين استقبال الحكم الموحدي .
بخلاف هذا طبعت بذاكرة صفاقس ثورة متزامنة مع ثورة علي بن غذاهم هي ثورة الباي مشري و الباي عسل (علي دريرة) بعد تعسف المكاس اليهودي ( صباغ ) على بحار لم يعتني بــ"الماكس" (ضريبة على البضاعة بالاسواق) و قد تحدث الشاعر أحمد ملاك عن هذه الثورة و محامدها قائلا:
تهنينا و الماكس بطل في دولة الباي مشري و عسل
و كذلك على اثر هذه الثورة عادة عوائد الصافقسية الى حكهم الذاتي الى حين تلطف البايات الحسينيون لهم .
على خلاف هذا عندما فتح باي تونس البلاد امام الاحتلال الفرنسي قالت صفاقس
( لاأحنا لا راضيين بالي راضي به سيدنا و لانا راضيين به )
و على اثرها قامت صفاقس بالاستقلال عن الدولة الحسينية و اعلان التبعيّة للـباب العالي ( الخليفة العثماني) و طلب المدد العسكري من القائم بأعمال العثمانيين بطرابلس حتى يتجهز الصفاقسيون للجيوش الفرنسيّة الا انّ هذا الدعم تأخر, عرفت صفاقس على اثر هذا , يوم 16 جويلية 1881 أكثر أيّامها دمويّة و بربريّة غازية .
تبعا لكل هذه المراحل التي تنهج فيها صفاقس نهج الانفصال عن الحكم المركزي , كانت تعلوا أسوارها و خاصة برج باب الجبلي و ناظور باب الديوان الذي هدم اثر الغزو الفرنسي , راية خاصة تتكون من الاخضر والاحمر والاصفر
يصطلح عليها في اللهجة العاميّة " السناجق" و يمثلون كما سبق اللواء و هو دون العلم و خاص بالجيش , و منه تمسكت صفاقس بسناجقها مختلفة عن بقيّة سناجق البلاد التونسيّة و باعتماد اللون الاصفر عوض الابيض خلافا لألوان البايات ( الابيض و الاخضر و الاحمر) .
بخلاف هذه الدلالة السياسية لهذه الرايات لمخالفة البايات , كانت هذه السناجق موزعة على عديد الاماكن الاخرى المتمثلة في ابراج المراقبة و الحصون (حصن الصخيرة , حصن يونڤة, حصن تنيور, برج المحرس, برج الكرك , برج اللوزة , برج خديجة...) و ذلك للدلالة على التبعيّة الادارية , هذا بالاضافة لاكتسابهم صبغة قداسة دينيّة و ذلك باعتمادهم في جميع مقامات الاولياء الصالحين و الزوايا التابعة لصفاقس ( سيدي عبسة , سيدي بوعكازين , سيدي عبد الله بو غمامة , سيدي الهاني , سيدي عبد الكافي , سيدي ابو اسحاق الجبنياني , سيدي منصور...) حتى أنه في المعتقد الشعبي يكفي أن تعلّق هذه السناجق و تشعل شمعة او ( فتيلة زيت) يصبح المكان ذو قداسة و مبارك لمن يحترمه و ملعون لمن لا يحترمه و يسمى هذا المكان بــ(حوطة) و يطلق على هذه "الحوطة" أسماء بشرية كـحوطة " سيدي عبد القادر" مكان عمارة "الامان" الان أول "ثنيّة العين". كذلك أستعملت ألوان هذه السناجق ( الاحمر و الاخضر) للنادي الرياضي التونسي (1912) قبل ان يتغير اسمه الى النادي الرياضي الصفاقسي (1962) و تغيير هذه الألوان الى الابيض و الأسود.
لا تخلو سناجق صفاقس من القيمة التاريخيّة التي ترتقي بها الى مكانت العلم غير أننا لسنا بحاجة لطلاسم العجائز و المشعوذين بعد أن ارتبطت هذه السناجق شديد الارتباط بالشعوذة و كيف لا بعد أن شعوذته الاحتلال الفرنسي فيذكر أنّ مفتاح باب الجبلي و باب الديوان و هذا السنجق حجزتهم فرنسا منذ يوم 16 جويلية .
تبقى صفاقس دولة و يبقى تاريخها مهضوم خوفا من نزعة الجهويات في حين هضم نصيب صفاقس من التاريخ هو تصرف جهوي , إن التاريخ كما يقول ابن خلدون ( التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار و في باطنه نظر وتحقيق) فلا يضرّ التاريخ و لكن الفكر المتعصب هو الذي يُأثر فإمّا أن يُتعصب للتاريخ إلى ان يعيش ذلك الفرد غربة زمنية كالفكر السلفي أو يُتعصب على التاريخ إلى أن يعيش الفرد أزمة هويّة كالغراب الذي أراد تقليد مشيّة الحجل فنسي مشيته و لم يستطع تقليد الحجل فماهو من مشي الحجل و ماهو من مشيه.
أحسنت ولكن عندي عديد الملاحظات
RépondreSupprimerشكرا و ماهي ملاحظاتك
RépondreSupprimer