للصفاقسي قصة مع الشاطىء الشمالي لمدينته , يقول المؤرخ < محمد عبد الكافي > بكتابه " تاريخ صفاقس " ( أن سيدي منصور جهة تقع جغرافيا في الجانب الشمالي الشرقي من صفاقس على بعد 10 اميال من سورها .. و اهم ما عرف فيها ناظورها المشهور (برج الكرك) و هو واحد من عشرة أقصاها غربا ناظور المحرس و ابعدها شرقا ناظور اللوزة . و الى جانب كونه منارة رومانية المنشأ بنيت على شواطىء صفاقس يهتدي بها البحارة و المسافرون فقد كان واجهة متقدمة لاستكشاف المغيرين و الطامعين الذين يكيدون للمنطقة و يتربصون بها لمهاجتها عن طريق البحر خاصة ثم أنه الى جانب هذا معلم شامخ شاهد على أغلب الحضارات العريقة التي مرت ببلادنا). و قديما لم تكن هذه المنطقة تستقطب الصفاقسي للسكن فيها فالحكمة تقول :
( اذا حبيت تاخو جنيين لا تشرق و لا تغرب) فهي منطقة للثورة على البايات و على قيادهم بالاضافة الى اللصوص و عُربان ظهير صفاقس من قبيلة المثاليث بالتالي هي منطقة غير آمنة في عرف القديم للصفاقسي .
على خلاف هذا , نظرا أنّ للصفاقسي احتكاك مباشر مع ثقافات اخرى سكنت الربض القبلي , أخذ يتعامل مع البحر تعامل سياحي مع بداية الـ50نات ,بعد ان كان الصفاقسي يقصد الغابة و الابراج للاستجمام بالنسيم العليل أو يقصد بعض مزارات الاولياء الصالحين او لبعضهم الى مناطق الارستقراطيين بالعاصمة ( المرسى و حلق الواد ...)فقد حدثتني أم جدي رحمها الله ( مواليد الـ20نات) أنهم لم يعرفوا سابقا الذهاب الى الشواطئ و السباحة فالصيف كان لجمع المحاصيل وبعض الصنوف من العولة و الاعراس.
اما مع نهاية الاربعنيات بدأة التردد على الشاطئ و خاصتا ان المعمرين أحدثوا منطقة ترفيهيّة بالربض القبلي ( الكازينو) و من لا يعرف الكازينو و ليالي الكازينو خاصة بعد خروج المستعمر و التغلب على "رهاب الجدرميّة" (الجدرميّة الجند الفرنسي الذي كان يفرض حظر التجوال و يقتحم المنازل ليلا) .
اذ يكثر حديث الشيوخ عن مغامراتهم و مسامرات شبابهم بالكازينو , هذا بالاضافة الى ان شاطئ منطقة "بوردريار" الذي كانت متاخمة للمنطقة السكنية للمعمرين "البساتين" اذ كان الصفاقسي يشاهد بعين الدهشة العائلات الاوروبية تستجّم بنسيم البحر وتستلطف حرّ الصيف بمياه.
فقصد الصفاقسي "ثنيّة البحر " او "ثنيّة سيدي منصور" فقد حدثتني جدتي رحمها الله (مواليد اللـ40نات) أن والدها الذي كان فلاح يأخذهم في صغرهم على "الكريطة " الى شاطئ سيدي منصور عند منطقة "السنطرين" (ما يقابل اليوم حي بورقيبة) أو "الألواز" او عند منطقة "الشقاف" ( وبه أثار لميناء تجاري تكثر به الفخارياة تسمى شقف او شقوفة يتم جمعها و سحقها و تستعمل كميلاط لبناء المواجل) أو عند مقام سيدي منصور , فكانوا يقضون يوما من الصباح الباكر الى العصر على الشاطئ بجمع " الفكارن و الببوش" ( السلطان و حلزون) عند الجزر و بالسباحة عند المدّ .
أما مع الاستقلال فقد ترك المستعمر الفرنسي للصفاقسية أجمل شاطئ قريب الى المدينة العتيقة ( شاطئ حشاد) برمال ذهبيّة و مياه عميقة و زرقاء صافية , هذا و قد كان شباب ذلك الزمان يقضون يومهم بهذا الشاطئ متنافسين في الغوص و القفز من اعلى مسطبة المخصصة لذلك.
منذ تلك الفترة و الى نهاية الـ90ـنات اتخذ الصفاقسي عادة دؤوبة فكل صائفة مع بداية العمل بالتوقيت الصيفي , نظام الحصة الوحدة , تقصد جميع العائلات و اغلبها متوسطة الدخل , سيدي منصور و كان الشاطئ بداية من "السلوم" الى مقام سيدي منصور تنصب الخيمة الى جانب الخيمة أما ما قبل منطقة السلوم فهي غير صالحة للسباحة نظرا للثلوث من مناء المصدر للفسفاط و من المنطقة الصناعيّة ببودريار.
تلك الايام التي كان شهد فيها شاطئ سيدي منصور الجماهير المجمهرة من المصطافين و كل قدير و قدره البعض يقضي الاسبوع مخيما هناك و الاخر الاسبوعان و الثلاثة مخيما و الاخر يكتري منزلا طيلة الصيف و يستظيف أقاربه , كان الشاطئ يشهد في صباحا جماهير الاطفال و هم يجمعون "الفكارن و الببوش" و مع بداية الظهيرة و بداية المدّ يبدأ الأولاد بالاستعداد لصنع فخاخ لصيد الاسماك الصغيرة غدا مع الجزر , هي عبارة عن قارورة بلاستيكية تفتح بها فتحة على جانبها وتوضع بها قطعة خبز كطعم ثم تثبت بمكانها و تثقل بشيء من الحجارة قبل ان يغمرها المدّ لتجد بها فروخ الاسماك مع الجزر, و كان الليل بالشاطئ كله سكينة و هدوء رغم الاعداد الغفيرة من المصطافين و الخيام فكل يحترم جاره و كل يلتزم بحدوده بل و اكثر من هذا فتلك العائلات بعضها تجمعها صلة القربى و اخرى نسجت تلك الخيام خيوط صداقتها .
( اذا حبيت تاخو جنيين لا تشرق و لا تغرب) فهي منطقة للثورة على البايات و على قيادهم بالاضافة الى اللصوص و عُربان ظهير صفاقس من قبيلة المثاليث بالتالي هي منطقة غير آمنة في عرف القديم للصفاقسي .
على خلاف هذا , نظرا أنّ للصفاقسي احتكاك مباشر مع ثقافات اخرى سكنت الربض القبلي , أخذ يتعامل مع البحر تعامل سياحي مع بداية الـ50نات ,بعد ان كان الصفاقسي يقصد الغابة و الابراج للاستجمام بالنسيم العليل أو يقصد بعض مزارات الاولياء الصالحين او لبعضهم الى مناطق الارستقراطيين بالعاصمة ( المرسى و حلق الواد ...)فقد حدثتني أم جدي رحمها الله ( مواليد الـ20نات) أنهم لم يعرفوا سابقا الذهاب الى الشواطئ و السباحة فالصيف كان لجمع المحاصيل وبعض الصنوف من العولة و الاعراس.
اما مع نهاية الاربعنيات بدأة التردد على الشاطئ و خاصتا ان المعمرين أحدثوا منطقة ترفيهيّة بالربض القبلي ( الكازينو) و من لا يعرف الكازينو و ليالي الكازينو خاصة بعد خروج المستعمر و التغلب على "رهاب الجدرميّة" (الجدرميّة الجند الفرنسي الذي كان يفرض حظر التجوال و يقتحم المنازل ليلا) .
اذ يكثر حديث الشيوخ عن مغامراتهم و مسامرات شبابهم بالكازينو , هذا بالاضافة الى ان شاطئ منطقة "بوردريار" الذي كانت متاخمة للمنطقة السكنية للمعمرين "البساتين" اذ كان الصفاقسي يشاهد بعين الدهشة العائلات الاوروبية تستجّم بنسيم البحر وتستلطف حرّ الصيف بمياه.
فقصد الصفاقسي "ثنيّة البحر " او "ثنيّة سيدي منصور" فقد حدثتني جدتي رحمها الله (مواليد اللـ40نات) أن والدها الذي كان فلاح يأخذهم في صغرهم على "الكريطة " الى شاطئ سيدي منصور عند منطقة "السنطرين" (ما يقابل اليوم حي بورقيبة) أو "الألواز" او عند منطقة "الشقاف" ( وبه أثار لميناء تجاري تكثر به الفخارياة تسمى شقف او شقوفة يتم جمعها و سحقها و تستعمل كميلاط لبناء المواجل) أو عند مقام سيدي منصور , فكانوا يقضون يوما من الصباح الباكر الى العصر على الشاطئ بجمع " الفكارن و الببوش" ( السلطان و حلزون) عند الجزر و بالسباحة عند المدّ .
أما مع الاستقلال فقد ترك المستعمر الفرنسي للصفاقسية أجمل شاطئ قريب الى المدينة العتيقة ( شاطئ حشاد) برمال ذهبيّة و مياه عميقة و زرقاء صافية , هذا و قد كان شباب ذلك الزمان يقضون يومهم بهذا الشاطئ متنافسين في الغوص و القفز من اعلى مسطبة المخصصة لذلك.
منذ تلك الفترة و الى نهاية الـ90ـنات اتخذ الصفاقسي عادة دؤوبة فكل صائفة مع بداية العمل بالتوقيت الصيفي , نظام الحصة الوحدة , تقصد جميع العائلات و اغلبها متوسطة الدخل , سيدي منصور و كان الشاطئ بداية من "السلوم" الى مقام سيدي منصور تنصب الخيمة الى جانب الخيمة أما ما قبل منطقة السلوم فهي غير صالحة للسباحة نظرا للثلوث من مناء المصدر للفسفاط و من المنطقة الصناعيّة ببودريار.
تلك الايام التي كان شهد فيها شاطئ سيدي منصور الجماهير المجمهرة من المصطافين و كل قدير و قدره البعض يقضي الاسبوع مخيما هناك و الاخر الاسبوعان و الثلاثة مخيما و الاخر يكتري منزلا طيلة الصيف و يستظيف أقاربه , كان الشاطئ يشهد في صباحا جماهير الاطفال و هم يجمعون "الفكارن و الببوش" و مع بداية الظهيرة و بداية المدّ يبدأ الأولاد بالاستعداد لصنع فخاخ لصيد الاسماك الصغيرة غدا مع الجزر , هي عبارة عن قارورة بلاستيكية تفتح بها فتحة على جانبها وتوضع بها قطعة خبز كطعم ثم تثبت بمكانها و تثقل بشيء من الحجارة قبل ان يغمرها المدّ لتجد بها فروخ الاسماك مع الجزر, و كان الليل بالشاطئ كله سكينة و هدوء رغم الاعداد الغفيرة من المصطافين و الخيام فكل يحترم جاره و كل يلتزم بحدوده بل و اكثر من هذا فتلك العائلات بعضها تجمعها صلة القربى و اخرى نسجت تلك الخيام خيوط صداقتها .
براكة سيدي منصور و هي مقهى أزيل مع بداية اشغال مشروع تبرورة |