vendredi 11 novembre 2016

بدون تصريح بالوجود

" من فضلك لدي طلب واحد، لقد أدركت أني غير متكيف بالمرة مع الوضع القائم وموقفي يزداد سوءاً على سوء، ألا تستطيع أن تحكم علي بالإعدام؟ سوف أكون شديد الامتنان إن فعلت!"

إنّي كلما أدركت ثنايا هذه الحياة كلما غيّرت المنهج، وكأنّ الحياة متحاملة على وجودي . هناك دافع قوي في هذا العالم باعث على الإنتحار، لأكون عيسى نفسي أضحي بذاتي لأكون مخلّصا للإنسان.
إني مؤمن كلّ الايمان انّ الانسان ذو طبيعة خيّر لاعداء ولا عدوان، غير أنّ ايماني سقط من دائرة الزمن لأنه الانسان الخيّر أوسع وأرحب من إنجازات هذا الانسان الذي أراه هذا الذي يتنافس من أجل العيش ، هذا الانسان الذي يقتل حتى ينعم بالأمان ...

      أنا مؤمن كل الايمان بأن حبيبي الانسان طيب خيّر وأقدم ولادة من الانسان الشرير والعدائي ، ليتني ولدت قبل ولادة هذا الشرير.
      سأتدبر أمري .
لعل وجودي الآن فضيلة لبعض الوقت حتى لا يختل توازن العالم ،لكن ليس الكثير. فمن الولادة حتى الموت ، ماذا فعلت ؟ غير تحمّل نفسي ،فكلّ العالم يقول أقتل نفسك.

  منذ يقظتي أني لا أحيا معالم من معالم عالم المُثل وأنا منهمك في إكمال صنع لوحة عالمي من الداخل والخارج ، أنا منهمك بالمثل تماما، وكل أنسان هو عمل متواصل يتحرك ببط ولكن بثبات نحو الكمال ، كل واحد منّا سكّان الوجود يسعى جاهدا للإكتمال.
لا أجد ضرورة لبرهنة هذا البيّن من الانسان ، لكن يتحامل عليّ الأصعب وكل الصعوبة أنّ كلّ مشاعري تمنع عليّ الشك ، التشكيك في صورة الكمال الانساني. الكلّ عندي يتّصف بالكمال والنقاء والعصمة . أما هذا المعيش اليومي يبرهن لي أني مخدوع وأخادع نفسي ، أنا ضعيف ، منهك ، أنهكني وأضعفني هذا الوجود .
لم أعد أحبّ الانسان لم يعد قلبي يهتف بكل تلك المشاعر الحساسة ، أصبحت أتقزز كل التقزز من الافرازات البسيكولوجية .

منذ سنين إدراكي وأنا أحضى بالأوقات السيئة وقد أيقضت فيّا بعض الأشياء الجيدة التي لم أكن ألحض وجودها فيّا ،ومنذ ذاك لم يعد بوسعي مواجهة كل هذا الوجود .
أنا فعلا أحمق وجبان وخائف ، ويغمرني غشاء من القلق أرى العالم من خلاله ، وأرى العالم ووجودي أشبه بالفرض والواجب الذي يجب عليا القيام به ولا سبيل للهروب، وأنّه ليس هناك منفذ للطوارء من هذا الوجود دون أن أخسر نفسي.

  إنّ نبضي نبض ميّت سليب البدن سليب الإرادة ، سليب أيّ حلم يختلط بالحياة. أنا على موعد مع حارس المقبرة حتى يقودني الى حيث أقيم ، وهناك لا أريد أي شفقة عليّ ولا أيّ ذكرى تخلد وجودي مع أي شخص ، فالذكريات تخلد الانسان وتجتر وجوده وأنا أريد أن أنعم بالرحيل ولا أريد ذكرى معكم تستدعيني للحياة، لا أريد منكم شفقة، أنتم مدينون لي بالسعادة أني عودّتكم بغيابي وبقلّت انتظامي معكم ، فلن تشعروا بأسف فقدانكم لي ، وأبنائي الذين لم أنجبهم هم مدينون لي أيضا.

سأتدبر أمري في طريقة إنتحاري والرحيل ينتظرني فأنا أمقت الإنتماء لكلّ مايحدّني وأنا سكنت هذا العالم بدون تصريح بالوجود

أنا مغادر